منتديات الوحدة للتربية والتعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية والتعليم بالمغرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المنهج التعليمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fatima2009
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 24
مقر العمل : alger

المنهج التعليمي Empty
مُساهمةموضوع: المنهج التعليمي   المنهج التعليمي I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 27, 2010 12:55 pm

المنهج التعليمي

يستخدم مصطلح المنهج التعليمي، ليدل على الموضوعات المحددة للتعليم في كل مادة من المواد التعليمية المقررة . وبمعنى اخر ما يدل على المعلومات التي يجب ان يتعلمها التلاميذ في كل مادة. وهذا ما يجعل الاصطلاح مرادفا للمواد التعليمية المقررة على التلاميذ، والتي تعطى وفق برنامج تعليمي، يطبق سنويا على التلاميذ في مراحل حياتهم التعليمية.
ان هذا يعني، ايضا، توجيه العناية الى الناحية الذهنية، حيث يجب على التلميذ ان يتقن المادة المطروحة في كتابه، وهذا هو كل شيء في المدرسة، التي تجعل الاهتمام بالناحية الذهنية موضع الاهتمام الاول.
وقد جرت العادة في اعداد المنهج المدرسي، ان تجتمع لجان من المتخصصين في المواد التعليمية، تقوم بتحديد الموضوعات التي يتعلمها التلاميذ في كل مادة من المواد التعليمية، وفي كل صف من المراحل التعليمية، حيث يطلب مراعاة الموضوعات المحددة، وحينما ينظر الى اي تعديل في المنهج، فإن لجاناً اخرى تشكل للتعديل، يكون هدفها الاول العناية بالمادة التعليمية.
ان مثل هذا التقيد، يترتب عليه اثاراً خاصة في المادة التعليمية وعمل المعلم والتلاميذ المتعلمين، والحياة التعليمية في المدرسة. ولعل ابرز هذه الاثار ما يلي:
1. ان المتخصصين في المواد التعليمية، الذين يحددون موضوعات التعليم، يوجهون عنايتهم الى منطق المادة التعليمية، وغالبا ما يهملون اهتمامات التلاميذ والفروق الفردية في ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم وحاجاتهم وخبراتهم السابقة. وهذا ما يساعد على عدم اقبال التلاميذ على هذه المادة التعليمية.
2. ان هؤلاء المتخصصين، يتحمسون لموادهم، وهذا ما يؤدي، غالباً، الى عدم اهتمام المؤلفين بربط المواد التعليمية بعضها ببعض، وبالتالي الى تجزئة خبرة التلاميذ وضعف قدرتهم على الاستفادة من المواد التعليمية في المواقف التي يمرون بها في الحياة اليومية.
3. ان المتخصصين في المادة التعليمية، يضغطون لاضافة مواد جديدة الى المنهج الذي يقترحونه، ويطلبون زيادة الوقت المخصص لمادتهم التعليمية، كي يستوعب التلاميذ اكبر قدر ممكن منها، وكي تزداد اهميتها بين مواد المنهج الاخرى. ويترتب على ذلك ازدحام المنهج بمواد تعليمية وبمعلومات كثيرة، قد تشكل صعوبات على التلاميذ.
4. ان هذا الاهتمام بالمادة التعليمية، يجعل اتقانها غاية في ذاته. دون اي اهتمام يذكر بفائدتها على التلاميذ لحياتهم. وهذا ما يجعل المادة التعليمية في نظر التلميذ والمعلم، هي الوسيلة الانسانية للنجاح في الامتحانات، وللتقدم في السلم التعليمي، نحو الشهادة التي يحصل عليها التلميذ في نهاية المراحل التعليمية.
وللتقيد التام بالمنهج التعليمي اثار اخرى واضحة على وظيفة المعلم واهدافه والنظرة الى عمله وعلاقاته مع تلاميذه. ومن اهم هذه الاثار ان المعلم يرى ان وظيفته الاساسية هي نقل المعلومات الى اذهان التلاميذ، والتقيد التام بما ورد في المادة التعليمية التي يعلمها. وهذا ما يضطر المعلم الى الاعتناء باتقان التلاميذ للمعلومات، اكثر من العناية بقيمة هذه المعلومات لدى التلاميذ، والى اهمال تشجيع التلاميذ في التنافس والتدريب على القيام بأوجه نشاطات متعددة، تساعد على نمو معارفهم وتكاملها. وامام الاهتمام باتقان المعلومات الواردة في المادة التعليمية فان المعلم يحدد لتلاميذه ما يجب استذكاره في الكتاب المدرسي، ويوجههم الى اجزاء هامة يستذكرونها، في مواعيد اختبارات النجاح. كما انه يدربهم على نوعية خاصة من الاسئلة وطريقة الاجابة عليها. وفي كثير من الاحيان يتبارى المعلمون في استخدام الوسائل التي تساعد هؤلاء التلاميذ على اتقان ما يحدد لهم في المنهج من حقائق ومعلومات. ويدخل في هذا المفهوم تلخيص هذه الحقائق وضغطها في كتيبات صغيرة ومذكرات يسهل تناولها من قبل التلاميذ.
ان الاهتمام بان يتقن التلاميذ المادة التعليمية، لا يهيئ للتلاميذ فرص الاعتماد على انفسهم، ولا يفتح الفرص امام المعلم لفهم الطبيعة الفردية لتلاميذه، كي يساعدهم على الاعتناء بما يناسبهم في ميولهم وقدراتهم، وعلى ممارسة الانشطة الخاصة بهم، والتي تفتح افاق تفكيرهم. كما ان هذا الاهتمام لا يشجع التلاميذ على تقديم الاقتراحات التي يصلون اليها نتيجة بحثهم وتفكيرهم، وهو يحرمهم من التدريب على التنظيم وربط الافكار والمعلومات وعلى النقد البناء المفيد.
وفي ظل هذه الظروف اصبح المعلم، لا ينتظر من التلاميذ الا ان يستقروا في اماكنهم هادئين ليتمكنوا من استقبال ما يلقيه عليهم من معلومات ومعارف وتعليمات.
حيث ينظر الى نجاح المعلم بمقدار ما يستطيع جعل التلاميذ هادئين صامين. واصبحت المادة التعليمية افضل واهم من التلاميذ، فاذا كانت المادة التعليمية لا تتفق مع ميول التلميذ وقدراته، يرغم التلميذ على قبولها واستظهارها وعلى التلاميذ جميعا ان يكون المعلم المصدر الهام للمعلومات بل الاهم لها. ولا بد ان يجيبوا على ما يطرحه المعلم من اسئلة حيث يصبح المعلم كابوسا ثقيلا ويترك المدرسة ميدانا للاستبداد الذي يكرهه التلاميذ.
ان اهمال التلاميذ في المنهج واهمال الفروق الفردية الموجودة بينهم وازدحام المنهج التعليمي بمواد تعليمية وبمعلمومات لا تجد قبولا منهم، يجعل التلاميذ لا يقبلون على معالجة اي امر من الامور التعليمية الا اذا اخذوا عنه تعليمات مفصلة، او كان سهلا لا يحتاج الى عناء. وهم لا يميلون الى البحث والاطلاع.
ان التلاميذ في ظل التركيز على اتقان المعلومات الموجودة في المواد التعليمية المقررة، لن يجدوا التدريب العملي الكافي، لكي يواجهوا المواقف التي تؤثر على حياتهم المجتمعية، فالامر مقتصر على ما هو موجود في المادة التعليمية، وما يمكن ان يطرحه المعلم عن الظواهر الاجتماعية، التي لا ينمو احساس التلاميذ بها بشكل موضوعي، مما قد يجعل ادراك التلاميذ لهذه الظواهر، وما فيها من محاسن وعيوب، معرضاً لاخطاء في احكامهم عليها وتعاملهم معها، وبنعكس على سلوكياتهم الاجتماعية والحياتية. فهم يهابون مواجهة كثير من المواقف والمشكلات، وقد يسيئون التصرف تجاهها، ويتأثرون بالاخطاء والدعايات، ويتنازلون عن حقوقهم، لانهم حرموا من تنمية روح الابتكار والاستنباط، التي تنمي عندهم القدرة على حسن الاختيار والتصرف.
ان البيئة المحيطة بالتلاميذ، هي ميدان تعلم واسع، ومن خلالها، يستطيع التلاميذ ان يمارسوا بأيديهم الطرائف التي تحافظ على البيئة وتحفظها من العبث والتخريب. وهذا ما لا يوجد له مكان في المنهج التعليمي الذي يركز على حفظ المعلومات والقواعد والقوانين. وهذا ما تفرضه عوامل عديدة، نتيجة ما حدث ويحدث من تغيرات جوهرية في احوال المجتمعات واساليب الحياة، والى ما يجب ان تكون عليه المدرسة، بناء على ما توضحه البحوث والتجارب العلمية، التي تتصل بحاجات التلاميذ، ومراحل نموهم واتجاهاتهم، وقدراتهم وميولهم واستعداداتهم.
ان العملية التعليمية، لم تعد مقتصرة على المادة التعليمية، فالحياة من حول التلاميذ ميداناً واسعاً من العلم. والمنهج الذي يجب ان يقدم للتلاميذ، هو ذلك المنهج الذي يوسع آفاق التفكير والبحث، وتنمية الشخصية، باعطاء التلاميذ فرص البحث والاستنتاج والوصول الى الهدف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنهج التعليمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعريف المنهج الدراسي : تنظيم المنهج الدراسي .
» ما هو المنهج الدراسي وما الفرق بينه وبين المقرر الدراسي ؟
» أساليب التقويم وتطوير المنهج
» العوامل المؤثرة على المنهج الشامل
» المنهج العلمي في رواية السيرة النبوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الوحدة للتربية والتعليم :: منتدى التكوين المستمر والامتحانات المهنية :: الديداكتيك ومنهجيات التدريس-
انتقل الى: