منتديات الوحدة للتربية والتعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية والتعليم بالمغرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديناميكية جماعة الفصل.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zaki0016
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 26

ديناميكية جماعة الفصل. Empty
مُساهمةموضوع: ديناميكية جماعة الفصل.   ديناميكية جماعة الفصل. I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2010 3:10 pm

تعتبر جماعة الفصل من أهم الجماعات في حياة الطفل ، لأنها إذا قامت بدورها في إشباع حاجاته يصبح الطفل ، فاعلا راضيا ومشاركا – وإذا لم تشبع حاجاته من خلال الفصل وأنشطته فانه يتعلم أشياء قليلة.
- طبيعة جماعة الفصل ––
إن جماعة الفصل تنظيم ذو طابع اجتماعي ، وبطبيعته سيكولوجي ، إنها جماعة اجتماعية groupe social باعتبار أنها منظمة بكيفية شكليةgroupe formel وباعتبار اختلاف الأدوار والمسؤوليات ،فيما يختص بأهداف وأنشطته وغايات الجماعة ، وطبيعة تنظيمها الشكلي ، تحدد لها أشكالا لأنشطة مميزة لها ، بالإضافة إلى كونه يتضمن أنماطا محددة سلفا لنشاط كل أفراد الجماعة .
إلا انه وعلى الرغم من كون الأهداف والأدوار والعلاقات بين الأفراد محددة داخل البنية الأولية للجماعة ،فإننا نعثر على بعض أساليب التوقعات الإضافية التي تنشأ بسبب التفاعلات التي تحدث بين الأفراد ، مما يعطي للجماعة طابعها السيكولوجي, فداخل التنظيم الشكلي , تظهر تجمعات لاشكليةgroupement informel يتفاعل الأفراد داخلها تفاعلا ديناميكيا ، يحصل البعض بفعله على الرضى , ويولد عدم الرضى بالنسبة للبعض الآخر .وهذه العلاقات السيكولوجية للأفراد ،تؤثر في قيم الجماعة وأنشطتها ،وفي مشاركة الأفراد داخلها ،فكما أن التنظيم الشكلي يضع بعض الحدود بتحديد إطار يعمل الأفراد داخله ، كذلك التجمع التلقائي يضع قيما وحدودا ، تتوافق مع سلوك الأفراد, وبسبب هذه الخصائص السيكولوجية والسوسيولوجية التي تميز طبيعة جماعة الفصل ، سميت هذه الأخيرة :جماعة سوسيو سيكولوجية .

جماعة الفصل كجماعة أولية:
إن الفصل الدراسي داخل مدرسة ابتدائية أو ثانوية هو جماعة أولية ، باعتبار أن أفراده يرتبطون بينهم ولمدة طويلة من الزمن بعلاقات تلقائية ،ودية, ومباشرة ، وحتى إذا لم يوجد ذلك الجو العاطفي الحار داخل الجماعة ككل ،فان الجماعات الفرعية على الأقل توفر الود والتلقائية ، إذ يكتشف الأطفال بفعل اجتماعهم – مصالح مشتركة تربطهم ، وعواطف يحسون بها إزاء بعضهم البعض, مما يجعلهم يجدون لذة في القيام بواجبات المحافظة على جماعتهم .
إن تأثير الأسرة أساسي في التطور العاطفي والاجتماعي للطفل ، لكن هذه الجماعات المدرسية تترك هي أيضا بصماتها عيه ، فالعلاقات التي تربطه بجماعة الفصل تقوي ميوله ، لان الأطفال يمتلكون حساسية كبيرة إزاء الأحكام المناسبة لأصدقائهم المقربين ولاستجابات وآراء رفقائهم . وهكذا فان شعر أفراد جماعة ما بالغبطة إزاء مادة دراسية ما ، فان الآخرين سيتأثرون بذلك الشعور ، ونفس الشئ يصدق على السلوكات الاجتماعية الأخرى .
الفصل إذن جماعة أولية ، لان مثل هذه الجماعات ، يمكن أن تقوم بمراقبة اجتماعية حقة, إن الجماعة الأولية تبنى أولا على العواطف المتبادلة, التي تولد علاقات وأفعال ودية وتلقائية . ولكنها تقمع وترفض الأفراد الذين لا يخضعون لقيمها ،وإذا قمنا بتقدير إيجابي للجماعة الأولية ، فقد تصبح قيمة في حد ذاتها, لا مجرد وسيلة للوصول إلى هدف ما, فالعلاقات داخلها هي عبارة عن صداقات شخصية وعاطفية ،قبل أن تكون موجهة نحو هدف كيفما كان, واعتماد المجتمع الإنساني على مثل هذه العلاقات كبير جدا .لذلك فعندما تتحقق توقعات الجماعات المدرسية فإن هذه العلاقات تساهم في خلق مناخ دراسي مناسب.

- جماعة الفصل كجماعة عمل :
تتميز الجماعات بالإضافة إلى بنياتها وتنظيماتها, بالوظائف التي تقوم بها ,ويمكن بناءا على ذلك اعتبار جماعة الفصل جماعة عمل ، إنها تبدو كجماعة عمل منظمة لتحقيق أهداف معينة, مثلها في ذلك مثل جماعات العمل الأخرى ، نعم إن أهداف وخصائص جماعات العمل تختلف, ولكن المشاكل التي يفرزها إنتاج وتحقيق الأهداف تتشابه كلها .
فمن المشاكل المشتركة بين جماعات العمل ، تحديد أية بنية ستكون مناسبة أكثر من غيرها لممارسة نشاط فعال, ولتحقيق الغايات المرسومة, إن المدى الذي تحقق فيه جماعة عمل ما أهدافها ،يعتمد على فعالياتها : ولذلك يطرح السؤال التالي : ما هي أشكال التفاعلات التي تخول لجماعة ما تحقيق أهدافها بكيفية تكون في آن واحد فعالة ومرضية ؟ وهذا السؤال يهم في ذات الوقت الجماعات المدرسية مثلما يهم الجماعات الصناعية .
هناك مشكل آخر مشترك بين جميع جماعات العمل, ويتلخص هذا المشكل ،في كون الجماعات الشكلية مكلفة بالفعل بمهمات وبتحقيق غايات محددة ،والذين يسيرون الجماعات يستطيعون اتخاذ قرارات تفضي لإنهاء تلك المهمات ، وهذه القرارات تؤثر بطبيعة الحال في سلوك أفراد جماعة العمل ، لكن البنيات اللاشكلية, يمكن أن تؤثر بدورها عليهم, نظرا لكون بعض قيم السلوك تظهر في إطار هذه البنيات ،فتجمع لا شكلي متحد يمكن أن يخلق عدة متاعب للقادة, الذين يريدون إخضاع الجماعة لقانونهم الخاص ،بل يمكن أن يفرز هذا النوع من التجمعات اللاشكلية توقعات وأهدافا تتعارض مع توقعات وأهداف الجماعة الشكلية .وهكذا يصبح تحديد مجالات تطبيق قرارات الجماعة أمرا صعبا ، عندما يتعلق الأمر بتنفيذ مهمات معينة تحقق الأهداف المرسومة .
كل جماعات العمل لها مشكلة مشتركة أخرى ،تكمن في العلاقات بين القائد والتابع ، فكثير من العلاقات الهامة ، التي تنشأ داخل هذه الجماعات تكون على نمط : رئيس- مرؤوس ، مثال ذلك المعلم والتلميذ ، رب العمل والعامل .ويمكننا أن نشبه المعلم المتسلط الذي يستخدم العقاب للمحافظة على النظام ,برب المعمل الذي يستعمل التهديدات لإخضاع العاملين لأوامره ، وفي كل من الحالتين يوجد احتمال أن يستثار هؤلاء نتيجة ذلك ،فيواجهون الضغوط الممارسة عليهم بشكل ما ، وقد تكون المواجهة على شكل تقاعس أو تكاسل أو تخريب .
هناك مقارنة ثانية بين حالة المعلم الذي يعتقد أنه حتى يؤدي مهمته ، يكفيه أن يحدد النشاط المطلوب ويشرح الدرس ويجعل كل تلميذ ينهي العمل المحدد له, هذه الحالة تشبه كثيرا القائد داخل جماعة عمل, الذي يعتقد أنه يكفيه أن يكون يقظا حتى يتم العمل ، وكيفما كانت الجماعة التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد عمالا أو متعلمين – فإن كل واحد منهم يفتقد اللذة في ممارسة النشاط الموكول إليه، لأن القائد لا يهتم به شخصيا, ولا يولي إحساساته أية أهمية, بل ولا ينتبه إليها .
إن الحالة السيكولوجية التي تهيمن داخل الجماعة ,مشكلة أخرى تشترك فيها كل جماعات العمل، فالمناخ السليم ضروري للمحافظة على الشروط المناسبة للعمل, ولذلك ينزع مديرو المؤسسات إلى اعتبار رغباتهم وقائع فيما يتعلق بالمناخ السيكولوجي الذي يهيمن داخل تنظيماتهم الجمعية ، وإنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن مجرد المحافظة على علاقات ودية مع العمال ، والاهتمام بمصالحهم كفيل بأن يجعل كل شيء يسير على ما يرام ، ونفس الشئ بالنسبة للمعلمين مع تلامذتهم ،ولكن في كثير من الحالات يحتاج الرؤساء والمرؤوسون للتعاون في سبيل تطوير علاقات ايجابية ، ويبقى مشكل المعنويات داخل الجماعة مشكلا مشتركا بين جميع جماعات العمل .
وفي هذا الصدد قام علماء علم النفس الاجتماعي بعدة تجارب لاكتشاف تقنيات ايجابية مناسبة, وليبينوا أن بعض التقنيات لها مرد ودية فعالة وتؤدي إلى رضى أكبر للأفراد ، في إطار العمل أو في إطار الجماعة نفسها .
وإذن فعلى القادة أن يفهموا جيدا مدلول سلوك الفرد ، سواء تعلق الأمر بجماعة الفصل أو بجماعة أخرى, وبصيغة أخرى, فجميع جماعات العمل يهمها مشكل السلوك الفردي, ويكون عليها أن تواجه بعض المشاكل النوعية المرتبطة به والمترتبة عليه : هل الفرد غير راض عن راتبه ونقطه ؟ هل مشكلته الأساسية مرتبطة بالضغوط التي تمارس عليه في البيت ؟ أو بشيء ما يثيره؟ إلى أي حد على القادة أن يهتموا بالظروف الخارجية عن تنظيماتهم والتي تغير فعالية الفرد بكيفية غير مناسبة ؟
لقد اهتم المدرسون طويلا بالعوامل التي تؤثر على المتعلمين في القسم, وكان همهم الأساسي يكمن في البحث عن أفضل السبل, لإحداث تغييرات في الفضاء التربوي من شأنها أن تطور عمل الطفل المدرسي ، ومن ثم كانت محاولة الإجابة عن أسئلة مثل: كيف يجب أن يعالج القائد مشكلات السلوك الفردي لجماعة عمل ما ؟ ماهي ا لصفات أو التقنيات التي يجب أن يتوفر عليها بطريقة يحل معها مشكلات العلاقات الاجتماعية ؟
إن جماعة العمل مدرسية كانت أو صناعية ، هي نسق اجتماعي ، وكلمة نسق تعني " كلا" يكون فيه كل طرف في علاقة اعتماد متبادل مع كل طرف آخر ، ويمكن باعتبار جماعة الفصل نسقا اجتماعيا تحليل وتفسير أنشطة الأفراد المنتمين إليها ، فمنذ عدة سنوات شعر المربون بتأثير علاقات الطفل مع زملائه على فاعليته داخل القسم ، وأيضا بتأثير كل من الاعتراف بمجهوده والمناخ السيكولوجي السائد داخل جماعته عليه ، ومع ذلك فقد اهتم البيداغوجيون بالطرائق المتعلقة بالمر دودية الإنتاجية ، أكثر من اهتمامهم بإعداد تقنيات تهيئ الحصول على مناخ سليم للعمل وعلى مشاركة إجمالية ، لقد اكتفوا بمناقشة العلاقات الجيدة داخل الجماعة دون إعداد تقنيات يمكن أن يكون لها تطبيق حيوي . ولم يتوجهوا سوى حديثا إلى علم النفس للبحث عن حلول للمشكلات المعقدة ، الناتجة عن التفاعل الاجتماعي .
خصائص جماعة الفصل :
تعتبر جماعة الفصل في نظر الكثيرين ،جماعة فريدة ومختلفة عن كل جماعات العمل الأخرى ، إن الطبيعة النوعية لجماعة الفصل ،تتخذ بعض الأشكال ، وفي النقط التالية بعض الخصائص التي يمكن اعتبارها نوعية بالنسبة لهذه الجماعة :
1- إن التعلم هو الهدف أو الموضوع الذي تجتمع جماعة الفصل من أجله :أهداف مدرسية.
2- إن الانتماء إلى الجماعة أمر إلزامي ، وكذلك الأمر بالنسبة لتحقيق الأهداف: أسلوب لمشاركة.
3- ليس للتلاميذ أي حق في اختيار قائدهم، أو في التخلص من سيطرته: نوع القيادة .
4- تمارس على التلاميذ ضغوط وتأثيرات من طرف أفراد وجماعات خارج التنظيم الفصلي: العلاقة مع الآخرين.

ومع ما تقدم ذكره ،يبدو أن المبادئ العامة لجماعة العمل يمكن أن تنطبق على الأقسام ، على الرغم من أنها قد تبدو مختلفة ، أما إذا اعتبرنا أن طبيعة جماعة الفصل تختلف كل الاختلاف عن طبيعة جماعات العمل ،فانه سيصعب آنئذ تفسير السلوك المدرسي على ضوء المعلومات السوسيو سيكولوجية المحصل عليها، انه من الأفيد إذن اعتبار جماعة الفصل مشابهة لجماعة العمل الشكلية ، ويبقى مع ذلك أن الخصائص النوعية لكل جماعة تكون " كلا" مميزا لها .
وإذا نظرنا إلى الطابع الشكلي لجماعة الفصل ، فان التوقعات المتعلقة بوظائف الأفراد تحدد من قبل أشخاص من خارج الجماعة ، وبالإضافة إلى ذلك فان الأدوار والمسؤوليات لاتحدد من طرفها ، ولكنها تكون تابعة لبنيتها الشكلية . وفي الوقت نفسه فان أشكالا أخرى من التوقعات ، تنشأ بفعل تفاعل الأفراد فيما بينهم ، ويعني هذا أن البنية الشكلية للجماعة لا تحدد سلفا وكلية كل العلاقات التي تحددت بين الأشخاص أثناء تأديتهم للأدوار المنوطة بهم. وعلى هذا الأساس, فالكثير من التجمعات اللاشكلية تبرز وتملأ أيضا وظائف بالمساهمة في فعالية أو عدم فعالية العمل ، وبتغيير معنويات الجماعة . فمثلا وظيفة الجماعات اللا شكلية في المدرسة هي صيانة القسم والمحافظة عليه ، لمشاركة المدرس في نشاطه ، عندما تبدو طرقه مناسبة لمصالحها، أو بمعارضته عندما تفهم طرقه على أنها تهديدات ، وهكذا قد تكون الجماعات اللاشكلية داخل الفصل الدراسي أقوى من التنظيم الشكلي ، الرسمي الذي يؤطره .
إن اعتبار جماعة الفصل جماعة عمل منظمة وشكلية ، يستند على عدة معطيات, إن الفصل الدراسي يشبه كثيرا جماعات العمل ، فهو مثلا ينتمي لجماعة وتنظيم أوسع : المدرسة ، وهو جماعة بجانب جماعات أخرى مشابهة ( الفصول الدراسية الأخرى ). وهو مؤسس من طرف المجتمع لتحقيق بعض الأغراض ، وعلى الرغم من أن جماعة العمل تنشأ لإنتاج شئ مادي (ثلاجة ، دراجة …) فهناك العديد من الحالات التي تكون فيها الغاية النهائية ،شئ يصعب لمسه مثلما نلمس الموضوع المادي ، وهذه حالة الفصل الدراسي .
إن الفصل الدراسي منظم من اجل غاية, والعديد من أهدافه وأنشطته الأساسية محدد من طرف قوى خارجية ، وهذا صحيح بالنسبة لجماعات عمل أخرى, فإنشاء مؤسسة لصنع أقلام رصاص مثلا يحتاج إلى عدة جماعات عمل ،احدها يهتم بالقالب الخشبي للقلم وإدخال الرصاص فيه ، بينما تعمل جماعات عمل أخرى على تعليب الأقلام وتسويقها ….، وأفراد هذه الجماعات يهتمون بالتنفيذ, ولا يتدخلون في تحديد أي الأشياء ستصنع ,ولا كيف سيكون شكلها ولا كيفية صنعها, لان موضوع الجماعة يحدد قبل أن تنظم الجماعات المذكورة ، كذلك الشأن بالنسبة لجماعة الفصل ، إنها موجودة من اجل تحقيق غايات محددة قبل تنظيمها ، وليس للتلاميذ سوى قدر يسير من التدخل فيما يتعلق بالغايات وبالأعمال التي يجب أن يقوموا بها لتحقيق الأهداف المرسومة .
بالإضافة إلى ما سبق هناك أشياء أخرى تلتقي فيها جماعة الفصل مع جماعات العمل الأخرى, فهناك مثلا قوى خارجية تعين قائدا للجماعة ، وتحمل هذا الأخير مسؤولية السهر على تنفيذ الجماعة للمهام المحددة لها ، فسواء بالنسبة للمدرس أو لرئيس فريق عمل ، فان وضعها يفرض بنية خاصة على الجماعة, ويحدد بعض المراكز والأدوار, وفي المقابل ينتظر الأفراد أن يكون سلوك قائدهم مطابقا للمفهوم الذي يعرفونه عن دور القائد.

الطبيعة النوعية لجماعة الفصل :
لتحديد الطبيعة النوعية لأي جماعة عمل، ينبغي فحص أهدافها, وتنظيمها, ووظائفها, وأسلوب القيادة داخلها, ثم خصائص أفرادها. والفصل كجماعة لا يختلف عن جماعات العمل الأخرى, سوى في ثلاثة نقط رئيسية : في أهدافه ، في وظائفه ، وفي تركيبه .
إن جماعات العمل تنشأ لتحقيق غايات مختلفة، يعجز عن تحقيقها الفرد الواحد, هذه الغاية قد تكون مادية أو غير مادية ، وإذن يمكننا أن ننظم جماعة عمل, لمساعدة شخص ما على الحصول على عمل مناسب ، وجماعة أخرى لصنع منتوج ما . أنشطة هاتين الجماعتين تتضمن سلسلة معطيات موجهة نحو استغلال طاقات أفراد الجماعة لتحقيق الغاية المنشودة. والفرق فيما يتعلق بمجهود كل جماعة ، هو كون النتيجة في المثال الثاني شيئا ماديا عكس الحالة الأولى ، وعندما تكون الجماعة منظمة من اجل المحافظة على مستوى عال من التكوين المهني للمدرسين مثلا ، فانه يكون من الصعب ربط أنشطة الأفراد بأية غاية للجماعة ، باعتبار أن الهدف بعيد المدى أو مستمر, وتتركز بذلك تلك الأنشطة حول أهداف ثانوية يمكن أن تكون مرتبطة أو غير مرتبطة بالهدف النهائي ، انه سيكون من الصعب على أي جماعة تحديد الأنشطة التي من شأنها المحافظة على ذلك المستوى العالي ، ويصعب عليها اكثر معرفة هل أدت تلك الأنشطة إلى ذلك الهدف .. إن الفصل الدراسي متميز بغايته إذ هو منظم لإحداث تغييرات في أفراده أنفسهم (التلاميذ) .إن الإنتاج النهائي للفصل الدراسي, مواطنون قادرون على المساهمة الفعالة في مجتمع حر ، ويكون من الصعب – كما في المثال السابق – تحديد الأنشطة التي تمكن من تحقيق الهدف المرسوم أو تقويم النتيجة النهائية ، إذ ليس هناك نقطة نهائية للتطور ، إن كون الهدف محدد من الخارج لا يميز جماعة الفصل عن غيرها ، ولكن الذي يميزها أن الأفراد الذين يحققون الهدف أو النتيجة هم أنفسهم هذا الهدف وتلك النتيجة .
من حيث التركيب تتشكل جماعة الفصل من أفراد متقاربين في سنهم ، في اهتماماتهم ، ويشتركون في نفس الحاجات والرغبات ، بينما لا يخضع تركيب جماعات العمل الأخرى سوى للصدفة ، ويكون أفرادها مشتركين فقط في بعض المعلومات والتقنيات, مع وجود اختلاف بين بينهم على الرغم من ذلك .
ميزة أخرى للفصل الدراسي ، هي كون المشاركة فيه أمر إلزامي ، فهناك قلة من جماعات العمل يكون فيها الاشتراك إلزاميا, طبعا يكون أحيانا من الصعب على العمال أن يختاروا عملهم ونوع جماعتهم ، نظرا لاعتبارات اقتصادية وغيرها ، و يلزمهم إذن المشاركة في عمل الجماعة, حتى لو كانوا يكرهونها أو كانوا يكرهون القائد أو المهمة المكلفين بها, ومع ذلك ففي معظم الجماعات يستطيع العمال ممارسة حقهم في اختيار انتمائهم أ وعدم انتمائهم لجماعة عمل ما ،أما الفصل الدراسي فأمر الخروج عنه غير ممكن, لان المشرفين يلزمون التلاميذ بالاستمرار في الانتماء إليه .أما أسلوب القيادة فلا يختلف في جماعة الفصل, عنه في باقي جماعات العمل ،إذ لا يمكن لأفراده, كما هو الشأن بالنسبة لأفراد الجماعات الأخرى – أن يختاروا قائدهم أو يرفضوا أساليبه, وعلى الرغم من أن مهمات قائد الفصل ، وقادة الجماعات العمالية الأخرى تختلف ,إلا أن مشاكل المراقبة وممارسة السلطة تتشابه تماما .
جماعة الفصل أخيرا ، تنتمي لمؤسسة تكون اكبر وأوسع منها, مثلها في ذلك مثل أي جماعة عمل أخرى ، وهكذا فالمميزات التي تميز جماعة الفصل ، لا تكمن في تنظيمها أو في قيادتها ، ولكنها تتمثل في أهدافها وفي مهماتها ، وفي كون المشاركة فيها أمرا إلزاميا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديناميكية جماعة الفصل.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أساليب ضبط الفصل
» نصائح التعامل مع جماعة القسم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الوحدة للتربية والتعليم :: منتدى التشريع الإداري و التسيير التربوي :: منتدى النصوص التشريعية-
انتقل الى: