المفهوم الحديث للإذاعة المدرسية وأهميتها كنشاط لغوي

المفهوم الحديث للإذاعة المدرسية وأهميتها كنشاط لغوي:
إن المفهوم التقليدي أو القديم للإذاعة المدرسية يقصرها على كونها
منبراً لمدير المدرسة يصدر من خلاله البلاغات والبيانات والتعليمات على الطلاب
ويلقي قوائم بأسماء الغائبين أو المشاغبين منهم ، أو تعتبر منبرا لبعض المعلمين وعلى
رأسهم المشرف على الإذاعة المدرسية لإعطاء إيعازات في الطابور الصباحي وبعض
الفقرات والكلمات المرسلة ، وبذلك لا تزيد على كونها مصدر إزعاج للطلاب وجيران
المدرسة (محمد علي السيد 1997، ص348).
أما المفهوم الحديث للإذاعة المدرسية فيعتبرها احدى وسائل الإعلام
المهمة التي أخضعتها التربية الحديثة لخدمة الأهداف التربوية المنشودة في المدرسة للمساهمة
في تحقيق التربية المتكاملة للتلاميذ في مختلف مراحل التعليم.. وهي تعتمد اعتماداً أساسياً على المهارات
اللغوية ومهارات النطق والتعبير الشفوي والإلقاء والموسيقى ، كما تعتمد على حاسة
السمع والانتباه في الاستقبال ، والقراءة لموضوعات أعدت خصيصاً لتنمية المعرفة
والقيم والاتجاهات الوجدانية ، ومن ثم فهي تشغل أو تشتغل بالمهارات اللغوية جميعا ،
الاستماع والكلام والقراءة والكتابة .
وتعرف على أنها " ما يقدم من برامج تعليمية من محطة إرسال
الإذاعة موجهة للطلاب حسب برامج معدة ومتفق عليها ، وتعالج موضوعات ومحتويات
المناهج المختلفة ( المرجع السابق، ص 344) وفي رأي آخر " الإذاعة المدرسية وسيلة من وسائل الاتصال في
المدرسة تقدم من خلالها برامج تعليمية متنوعة تعتمد على استخدام التسجيلات الصوتية
إلى جانب البرامج التي يقدمها التلاميذ مباشرة ، وترتبط بجهاز تكبير للصوت وسماعات
خارجية تتوزع في أنحاء المدرسة بما يتيح للتلاميذ الاستماع على أفضل نحو "
(عبد العزيز الدشتي 1996، ص124) وهي " تهتم بتنمية بعض القدرات الخاصة
بالإلقاء والمهارات الاجتماعية وتنمية الميول الثقافية لدى الطلاب ، بإلقاء
الأخبار والطرائف والألغاز والقصص القصيرة والمعلومات " ( وزارة المعارف
السعودية 1418 هـ ، ص256).
وليست أهمية الإذاعة المدرسية قاصرة على التلاميذ المشتركين بها بل
كذلك تفيد جميع التلاميذ حيث تذيد معلوماتهم وتجدد ثقافاتهم وتنمي الملاحظة
والمتابعة والفهم والتحليل والنقد وفنيات التقويم ومهارات الاستماع وتدعم الوحدة
الفكرية والثقافية وتجانس الفكر والرأي داخل المدرسة وخارجها . وتنجلي أهمية
الإذاعة المدرسية فيما يلي: (كمال يوسف اسكندر وآخر 1994م ، ص141) :
- بث البرامج التعليمية المسجلة ( سابقة التجهيز ) والتسجيلات الصوتية
في المناسبات المختلفة.
- إجراء المقابلات مع الشخصيات البارزة للاقتداء بهم.
- بث البرامج الدينية المتنوعة كقراءة القرآن الكريم والحديث الشريف
والآذان والمحاضرات الدينية.
- إذاعة النشيد الوطني والأغاني الشعبية والموسيقى.
- بث نشرات وتعليمات الإدارة إلى الطلبة وتنظيم المسابقات العلمية
والثقافية . ويضيف البعض ( حسن شحاته 1990، ص ص 95: 97):
- تدريب الطلاب على حسن الأداء وجودة الإلقاء وإتقان اللغة ودقة
الأساليب ، وتهيئة مواقف طبيعية بريئة من التكلف ومحببة إلى نفوسهم يستخدمون فيها اللغة
استخداماً ناجحاً.
- صقل مواهب الطلاب وشحذ ميولهم وتربية الجرأة والقدرة على الإلقاء
وسرعة الخاطر ، والاعتماد على أنفسهم فيما يحصلون من شتى المصادر لإعداد المادة
التي سيلقونها في الإذاعة .
- تنمية القيادات الطلابية وإتاحة الفرصة للخطابة والمناقشة لموضوعات
ذات أهمية على المستوى المدرسي أو الإقليمي أو القومي أو العالمي.
- مساعدة الطلاب على التذوق الفني والجمالي عن طريق إذاعة بعض ألوان
الأدب والفكر والموسيقى المناسبة المنتقاة .
- تدريب الطلاب على إلقاء البيانات والإرشادات وإعطاؤهم النموذج السليم
في القراءة الجهرية المعبرة عن المشاعر والأحاسيس والانفعالات والاتجاه الذي يتبناه
الكاتب .
- تدريب الطلاب على أساليب الأداء وكسب المهارات اللغوية التي تتصل
بطبقة الصوت والنطق واختيار المواد الإذاعية الطريفة والمتنوعة والثقافة المتجددة
والمبتكرة.
- التدريب على المهارات العملية من تشغيل أجهزة الإذاعة والتسجيلات (
وأجهزة الحاسوب ) واستخدام الوسائط الإذاعية والتكنولوجية . ويضاف إلى ما سبق :
- ربط الطلاب بالمجتمع المدرسي وبالمجتمع المحلي وتنمية روح التعاون
والعمل الجماعي .
- شرح وتحليل بعض المقررات وإضافة معارف ومهارات وقيم تثري المنهج
الدراسي.
- التشجيع علىالتفكيرالناقد وتنمية الخيال العلمي والروح الابتكارية والنقد
الذاتي البناء.
- اكتشاف المواهب ورعايتها وتوجيه الطلاب لاكتساب الاتجاهات والقيم التربوية
العليا كصلة الرحم والتعاون ، واحترام المعلم وتقدير آراء الآخرين.
- بث روح الفكاهة والإقبال على الحياة ونبذ التعصب أو التطرف أو الإرهاب
بشتى أشكاله.
- تنمية التعبير الحركي واستخدام لغة الإشارة إلى جانب التعبير بالكلام .
- معالجة الكثير من المشكلات النفسية واللغوية كالانطواء والخجل وبعض
عيوب النطق كاللجلجة وغيرها وتقديم بيئة خصبة لتنمية مهارات الإلقاء.
- دكتور / راضي فوزي حنفي
المملكة العربية السعودية
كلية التربية – جامعة الحدود الشمالية

عضو جديد عدد الرسائل : 17

شكرا على المساهمة القيمة...بارك الله فيك

شكرا على المساهمة القيمة...بارك الله فيك

الشكر و التقدير لك أخي على المجهود

» الانتقال من المفهوم التقليدي إلي المفهوم الحديث للمنهج التعليمي .
» الوسائل التعليمية وأهميتها في تعليم التاريخ
» الإشهار،تحديد المفهوم ومعايير التصنيف
» - تخليق الحياة العامة: المفهوم والآليات
» <جغرافيا> العولمة: المفهوم، الآليات والفاعلون