مفهوم التخطيط التربوي
نظراً لتعدد الأيديولوجيات العالمية واختلاف أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية ،ومع بزوغ علم التخطيط وظهور بشائر نجاحه في الاتحاد السوفيتي عام 1928 ، ثم انتقاله إلى المجتمع الغربي الرأسمالي بأسرة ،والدول النامية عامة والعربية خاصة بعد حصولها على الاستقلال الذاتي ، بدأت تلك الدول تعيد نظرتها تعمق في كل أنظمتها المختلفة في ضوء منهج التخطيط الدينامكي في شتى مجالاتها وتخصصاتها العلمية المختلفة .
1-المفاهيم التي تناولت التخطيط من منظور استراتيجي مستقبلي قائم على عمليات التنبؤ :
ظهرت هذه المفاهيم مع ظهور الحاجة إلى التنبؤ خلال النصف الأول من القرن العشرين أي في نفس الوقت الذي ظهرت فيه بوضوح عيوب وانحرافات النظام الرأسمالي الحر، وقد زاد اهتمام الاقتصاديين في الدول الرأسمالية بموضوع التنبؤ في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة .
وهذا فان التنبؤ من منظوره الاقتصادي في أساسه هو الاعتراف بسير الجهاز الاقتصادي وتحركه في اتجاه معين نحو معدل نمو معروف مثلا، ثم القيام بعملية التنبؤ لما ستكون عليه الحالة الاقتصادية خلال فترة مقبلة .
2-مفاهيم تناولت التخطيط من حيث هو تحديد وتحقيق للأهداف :
ومن خلال نظرة متعمقة للتخطيط نجد أنه يعلن من البداية عن ماذا سنفعل ؟ ومتى سننفذ ؟ وكيف يتم التنفيذ ؟ ثم لماذا نختار طريقا معينا لبلوغ الهدف ، مما دفع (جاريث وليمز ) لتعريف التخطيط التربوي ببساطة على أنه كأي شيء أخر ، حيث يتشكل أساسا من خلال عملية التحديد عند توجيه الخطة ) وذلك بمعرفة ما الذي نريد تحديده ؟ وكيف يتحقق ذلك ؟
3-مفاهيم تناولت التخطيط من حيث هو مجموعة الوسائل والتدابير :
وأصحاب هذه المجموعة ، تخطوا مرحلة تحديد وصياغة الأهداف ،وركزوا على الوسائل والتدابير التي
تسعى لتحقيق تلك الأهداف .
فقد عرف التخطيط على أنه تدبيرات وإجراءات متعمدة ترمي إلى تحقيق أهداف معينة سبق تقريرها ، وعرف أيضا على أنه التنبؤ بالمستقبل ووضع التدابير للسيطرة على هذا المستقبل . مع أخذ جميع المتغيرات في الحسبان .
4-مفاهيم تناولت التخطيط من حيث هو مجموعة من العمليات التفصيلية المختلفة :
أ- مفاهيم تناولت التخطيط على أنه عملية عقلية :
ب- مفاهيم تناولت التخطيط من حيث هو عملية اختيار من بين البدائل :
ج – مفاهيم تناولت التخطيط من حيث هو عملية إدارية لصنع ووضع القرارات :
د- مفاهيم تناولت التخطيط على انه عملية تنظيم :
هـ – مفاهيم تناولت التخطيط من حيث هو عملية توجيه :
5- مفاهيم تناولت التخطيط من منظور منهجي شامل (علمي وعملي وعقلاني ):
مفهوم التخطيط الشامل من وجهة نظر (سيف الدين فهمي ) بأنه العملية التي تهدف إلى استغلال جميع
الموارد المالية والطبيعية والبشرية ، وإحداث التنمية الاقتصادية المقصودة ،في جميع قطاعات النشاط
الاقتصادي والاجتماعي بقصد توفي الخير والسعادة وهذا المفهوم سوف يؤدي بدوره الى النظر لأهداف
التخطيط التعليمي لا من حيث هي مستقلة في حد ذاتها ، ولكن من حيث هي مكونات لهدف عام هو
تحقيق الرفاهية والسعادة للفرد والمجتمع .
6- نقد وتحليل للمفهوم في ضوء المسح والتحليل السابق :
الأسلوب العلمي والعملي والعقلاني ، بما يشمله من مجموعة العمليات الدينامكية المتشابكة التي تسعى إلى تحديد الأهداف ، من أجل التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل ، بحيث يكون بمثابة قنطرة تصل بين المعرفة النافعة والمفيدة ، والعمل الفرضي التربوي الهادف والمنسق ، في ضوء إرهاصات الماضي والآم الحاضر وآمال المستقبل والمتغيرات المستجدة على الساحة ، التي تمكن من حسن الاختيار من بين البدائل ، لوضع التدابير وإرساء المعايير اللازمة للسيطرة والتحكم ، من خلال تدخل مقصود لمجموعة الحوادث .
7- واقع تطبيق المفهوم في ضوء المسح السابق والنظرية التقليدية العقلانية للتخطيط التربوي في الوطن
العربي :
1 - ثبت أن معظم الأقطار العربية يهيمن عليها استخدام مفاهيم التخطيط التقليدي ، وفقا للمؤشرات التالية :
أ – الاعتماد على الإسقاطات الخطية في مواجهة وحل مشكلات الواقع .
ب- الاهتمام بالتخطيط ألتجزيئي عند مواجهة التخطيط القطاعي والتكاملي :
ج- يظهر الاعتماد على التخطيط بصورة جادة عند الأزمات الطارئة .
2- وجد أن معظم الأقطار العربية تعتمد على استخدام المفهوم الاستراتيجي وفقا للشواهد التالية :
أ- النظر للتخطيط في إطار التنمية وضرورة الارتباط بسياساتها .
ب- وضع تصور لمجموعة من البدائل الممكنة فضلا عن الوقوف عند حد إصلاح الماضي .
ج- اعتماد عمليات وضع الأهداف والتنبؤ والتنسيق والمرونة عند وضع المخططات والبرامج .
3- أفادت التقارير أيضا أن معظم الأقطار العربية تعاني من ضعف التوجه نحو مفاهيم التخطيط الحديثة ، والتي من أبرزها مفاهيم التخطيط المستقبلي الإبداعي ، والتي تتحدد أهم ملامحه في :
أ- استكشاف الإمكانات البديلة بدلا من الانشغال بحل الأزمات .
ب- وضع تصور لمجموعة من البدائل المستقبلية بدلا من الوقوع عند حد الإصلاح .
ج- إتاحة أكبر هامش ممكن لحرية اتخاذ القرار والمشاركة في صناعته .
8-- حركات النمو لمفهوم التخطيط التربوي في الوطن العربي .
1- الانتقال من التخطيط الاستاتيكي إلى التخطيط الديناميكي .
2- الانتقال من التخطيط التكنوقراطي إلى التخطيط الاستشاري .
3- الانتقال من التخطيط التكتيكي إلى التخطيط الاستراتيجي .
4- الانتقال من تخطيط الأزمات إلى تخطيط البدائل المستقبلية .
إعداد
خالد"محمد حلمي" البكري
السبت يوليو 18, 2009 1:52 am
