ويلزم لتطبيق هذه الفكرة ما يلي:
أ- إعادة النظر في الخطة الدراسية في الكليات التربوية بحيث يبدأ التخصص من الفصل الخامس للمستوى الثالث.
ب- إيجاد البرامج التحويلية المشار إليها في هذه الورقة.
11. رخصة للتدريس
لا يكفي تخرج الطالب من كلية تربوية لكي يعين مباشرة معلماً، بل ينبغي أن يرتبط تعيينه بحصوله على رخصة التدريس التي تمنحها وزارة المعارف وغيرها من القطاعات التعليمية وفق معايير واختبارات دقيقة.
12. ولا تكفي.. لا يكفي لضمان التميز في التدريس أن يتخرج الطالب من كلية تربوية بتقدير مرتفع، وأن يحصل على رخصة التدريس، بل الأهم أن يتطور مستواه من حسن إلى أحسن في ميدان العمل المدرسي، ولا يتحقق هذا إلا بإيجاد نظام موضوعي دقيق للحوافز، من سماته ما يلي:
أ- أن تربط العلاوة السنوية للمدرسين بمستوى الأداء:
* من يحصل على تقدير «ممتاز» في التقويم السنوي يستحق العلاوة السنوية كاملة.
* من يحصل على تقدير «جيد جداً» في التقويم السنوي يستحق 80% من العلاوة السنوية.
* من يحصل على تقدير «جيد» في التقويم السنوي يستحق 65% من العلاوة السنوية.
* من يحصل على تقدير «مقبول» في التقويم السنوي يستحق 50% من العلاوة السنوية.
* من يحصل على تقدير «أقل من مقبول» تجمد علاوته.
ب- إلزام المعلمين بحضور دورات تدريبية وورش عمل، وتدخل نتائج هذه الدورات ضمن التقويم السنوي.
جـ- إجراء اختبارات دورية للمعلمين كل أربع سنوات لقياس مستواهم في الجانب العلمي والتربوي والثقافي، ويترتب على نتائج هذه الاختبارات حوافز إيجابية أو سلبية مثل:
* اختيار المشرفين التربويين ومديري المدارس من بين المتفوقين في هذه الاختبارات.
* إتاحة الفرصة للدراسات العليا للمتفوقين في هذه الاختبارات.
* إعطاء المتفوقين درجة إضافية في السلم التعليمي.
13. أعضاء هيئة تدريس أكفاء
ولكي يتحقق التطوير النوعي للمعلمين فلابد من وجود أعضاء هيئة تدريس أكفاء في كليات المعلمين وكليات التربية، لذا فإنني أقترح:
أ- إعداد خطة لاستقطاب المعيدين المتميزين وتمكينهم من مواصلة دراساتهم العليا وفق برنامج زمني دقيق.
ب- إعداد نظام موضوعي دقيق لتقويم مستوى أداء عضو هيئة التدريس.
جـ- إقامة ورش العمل والندوات والمؤتمرات بصفة دورية وفق تخطيط دقيق مبرمج زمنياً.
د- إشراك الطلاب في تقويم أعضاء هيئة التدريس وكامل العملية التعليمية في مؤسسات إعداد المعلمين والاستفادة من نتائج هذا التقويم في التخطيط والمتابعة والتطوير.
هـ- توفير المحيط العلمي المحفز للعمل والمحيط النفسي المساعد على استقرار عضو هيئة التدريس في الكليات التربوية.
و- تشجيع البحث التربوي ودعمه.
ثانياً: برامج تدريب المعلم أثناء الخدمة:
إن تربية المعلم لا تقف عند حد حسن اختياره وإعداده، وإنما لا بد من استكمالها بوضع برامج مستمرة لتنميته وتطوير أدائه، بحيث تسهم هذه البرامج في النمو المهني والوظيفي للمعلم وتضمن له قدرة الاحتفاظ بأداء متميز، يواكب ما يستجد من تطورات علمية وتربوية.
أما عن أهداف برامج التدريب أثناء الخدمة فهي مرتبطة بالتغيرات المستهدفة في فئة المعلمين، فقد تكون معرفية، أو وجدانية، أو مهارية أو جميعها. لذا يجب تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين ثم نضع البرنامج في ضوء ذلك.
وعموماً تسعى برامج التدريب أثناء الخدمة، إلى تعريف المعلمين بالتطورات الحديثة في علومهم وإمدادهم بآخر المستجدات. وتسعى إلى تحسين أساليب التدريس، وتنمية كفاءاته ومهاراته التعليمية، وتبني طرائق وأساليب تربوية، والاستعانة بتقنيات جديدة لم يعهدها من قبل.
ويسعى التدريب أيضاً إلى تنمية مهارات المعلم في مواجهة الأزمات، وإدارة الوقت، وإدارة الصف وغيرها. وفي ضوء هذه الأهداف فإن تدريب المعلمين أثناء الخدمة يدور حول محاور ثلاثة:
1- المحور العام:
ويتضمن تعريف المعلمين بخطط التطوير التربوي، وتنمية اتجاهاته نحو المهنة، واستخدام المنحنى العملي في التدريس.
2- محور الكفاءات:
ويتضمن بعض المواد التدريبية التي يحتاج إليها المعلم بهدف إكسابه مهارات التخطيط للدرس، توظيــف الأسئلــة في التعلــم، مهارات الاتصال وإثــارة الدافعيـــة، والمبادأة في التعلم.. إلخ.
3- محور المناهج وطرائق تدريسها:
ويتضمن استخدام أساليب حديثة في التدريس، وتوظيف التقنيات لتحقيق أهدافه «المنيزل وعلوان، 1997م».
هل حققت برامج التدريب أثناء الخدمة أهدافها؟
من خلال دراسة واقع البرامج التدريبية أثناء الخدمة، يمكن الخروج بالنتائج والتوصيات الآتية:
1- يلاحظ ضبابية السياسات، وتواضع الخطط للتدريب أثناء الخدمة، لذلك يجب التخطيط لبرامج تدريب المعلم أثناء الخدمة وتكييفها وفق الاحتياجات الفعلية التدريسية للمعلمين ومتطلبات العمل، ومتطلبات التطور في المهنة حتى يتمكن المعلم من إحداث التغيرات المطلوبة في سلوك المتعلمين: فتقدير هذه الاحتياجات يمثل أساساً لبرامج التدريب.
2- تطوير الأنظمة والقوانين ليصبح التدريب أثناء الخدمة متطلباً للاستمرار في مهنة التعلم والتقدم فيها.
3- لا بد من اتساع قاعدة المشاركين في التخطيط لبرامج التدريب، بحيث يشارك فيها المعلمون والمشرفون ومراكز أو مؤسسات إعداد المعلم وتدريبه. أما في تنفيذ هذه البرامج فلابد من اختيار العناصر القادرة على التدريب المؤهلة لذلك.
4- يجب الاهتمام بالجوانب التطبيقية في تدريب المعلم، ذلك إن ما نلحظه من برامج تدريبية تركز على أسلوب المحاضرات والنشرات والبحوث التربوية المختلفة، ولكنها لا تهتم بالحلقات الدراسية وورش العمل والنشاطات وتبادل الزيارات الميدانية التي تساعد على تنمية مهارات المعلم مثل مهارة إدارة الصف، مهارة الاتصال، التعليم الفعال... إلخ.
5- ضرورة وضع تصورات مستقبلية لبرامج التدريب، بحيث نواجه متطلبات العصر المتجددة، وذلك من خلال دورات قصيرة أو متوسطة المدى على مستوى المدرسة أو المنطقة التعليمية، ومشاريع تدريبية كبيرة تشرف عليها كليات المعلمين وكليات التربية. وهذا يفتح المجال أمام دعوة إنشاء مركز وطني لتنمية المعلم يتولى التخطيط والإشراف على برامج إعداد المعلم وتدريبه.
6- ضرورة إنتاج الرزم والحقائب التدريبية المتخصصة لاستخدامها كنماذج رائدة لتدريب المعلمين، ووضعها تحت التقويم المستمر بغية تطويرها. وهذا ما أكدته الحلقة الدراسية الإقليمية لمتابعة توصيات اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المعلمين في الدول العربية المنعقد في عمان 1997م.
7- من الأخطاء الشائعة إغفال اطلاع المعلمين المتدربين على أهداف البرامج التدريبية، وعلى المهارات الواجب اكتسابها. لذلك يجب تحديد الأهداف بوضوح للمتعلمين، حتى يتمكن هؤلاء من تطويع المواد التدريبية والمعلومات المختلفة لتحقيق هذه الأهداف، فإدراك الأهداف يُنظم ويوجه عملية التعلم سواء للمعلم المدرب أو المتدرب.
8- ضرورة استشارة المعلم عند تحديد برامج التدريب، وتحديد الوقت المناسب لها وتحديد الزمن الذي تستغرقه هذه البرامج، وترغيبه في حضورها.
9- زيادة الاهتمام بمشكلات المعلمين وحاجاتهم، وتنمية الاتجاهات الإيجابية للمعلم نحو مهنة التدريس وتبصير المعلمين بخطط التطوير التربوي وبالمشكلات الاجتماعية المختلفة، مثل انتشار بعض الظواهر السلبية كالاتكالية، وضعف الإنجاز، وقلة الاهتمام بالوقت.. إلخ وبيان دور المعلم حيالها نظرياً وعملياً.
10- الاهتمام بالبحوث التقويمية للتأكد من مدى تحقيق أهداف البرامج، ووضع نظام للتقويم يشمل تقويم أداء الأفراد، وهيئة التدريب، ومحتوى البرامج وأساليب تنفيذها ومخرجاتها.الكفاءات والمهارات والخصائص المتوقع اكتسابها من برامج إعداد المعلمين وتدريبهم
إن تحديد مثل هذه الخصائص والكفاءات أمر بالغ الأهمية لتقويم هذه البرامج ومن ثم تحسينها وتطويرها.
الخصائص والكفاءات المطلوب توفرها في المعلم
أولاً: الخصائص والسمات الشخصية:
1- الثقافة العامة والعمق في التخصص.
2- القدرة على التعبير الجيد بلغة التعلم.
3- التعامل بعدل ومساواة وتقبل جميع الطلاب بغض النظر عن خصائصهم الاجتماعية.
4- الالتزام بالوقت ومواعيد العمل وإدراك أهمية الوقت.
5- العمل التعاوني مع زملائه.
6- الاتجاهات الإيجابية نحو مهنة التدريس عموماً ونحو تخصصه.
ثانياً: الكفاءات المهنية:
أ- كفاءة المادة الدراسية. حيث على الخريج أن يكون مكتسباً للمهارات التالية:
- مهارة تحديد الأهداف التعليمية.
- صياغة الأهداف سلوكياً.
- تنظيم عناصر الدرس بشكل متسلسل.
- الوعي الكافي بمنهاج المواد التي سيدرسها في المرحلة التي سيعمل بها.
- تحديد المادة التعليمية المناسبة لأهداف الدرس.
ب- كفاءات أساليب التدريس حيث يكتسب الخريج:
- مهارة استخدام الطرائق الحديثة في التدريس.
- مهارة طرح الأسئلة.
- استخدام تكنولوجيا التربية.
- قدرة تحويل المحتوى التعليمي إلى نشاطات تعليمية.
- ربط المعلومات السابقة بالجديدة وربطها بالحياة.
جـ- كفاءات تربوية عامة. يجب على الخريج أن يكون قادراً على:
- فهم خصائص المتعلم «الطفل والمراهق» في المراحل الدراسية المختلفة.
- تشجيع عملية التفاعل الصفي بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم.
- استخدام طرائق الثواب والعقاب وفق أصولها التربوية والنفسية.
- فهم أساليب إدارة الصف.
د- كفايات التعليم الذاتي والتجديد المعرفي: يجب أن يبرهن الخريج على:
- إلمامه الكافي بطرائق التحليل والتفكير الناقد والإبداعي وممارسة هذا التفكير بأنواعه خلال تدريسه الصفي.
- قدرته في تدريب تلاميذه على مهارة الحصول على المعرفة من مصادرها بشكل مستقل.
- قدرته على تجديد معارفه. ورغبته المستمرة في الاحتفاظ الدائم بالتحديث والتجديد لهذه المعارف.
هـ- كفاية التقويم. على الخريج أن يبرهن على أنه:
- متقن لاستخدام أساليب التقويم المختلفة.
- قادر على تعليم تلاميذه التقويم الذاتي وإصدار الأحكام.
- قادر على تصميم أدوات التقويم المختلفة.
- واعٍ لأهمية التقويم كوسيلة لتحقيق مدى نجاح طريقته في التدريس.
وعلى الرغم من اهتمامنا الشديد بإعداد المعلم وتدريبه من أجل النهوض بمستوى التعليم، إلا أنه من المسلم به أن العوامل التي تؤثر على نوعية التعليم متعددة بعضها يخرج تماماً عن الفصل الدراسي، ومع ذلك فإن بعض المعلمين يعتبرون أنفسهم المصدر الوحيد لتعليم النشء. والحاجة ماسة إلى الوصول إلى رؤية معدلة للعملية التعليمية يكون المعلم فيها عنصراً من العناصر المتعددة في عملية التعلم المعقدة، التي تحتاج إلى إدارة وتنظيم. وعليه أن يتحمل هذه المسؤولية ويمكِّن الصغار في الوقت نفسه من تنمية قدراتهم النقدية عن طريق جمع ومعالجة وتفسير معلومات مستقاة من مصادر شتى». "